السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد وصلتني ذات مرة رسالة من صديقة باللغة الانجليزية عن عشرة اسباب لحب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ..ففكرت بترجمتها الى العربية و ارسالها الى المنتدى .. ان شاء الله تعجبكم و لو كانت طويله بعض الشيء.
اسم كاتبة هذا الموضوع هو ( داليا صلاح الدين )و هو مدون اسفل الموضوع.
الرسالة الاصلية هي باللغة الانجليزية
https://hwhk.yoo7.com/montada-f18/topic-t143.htm#1081و هذه ترجمتي لها بالعربيه و قد حاولت قدر استطاعتي نقل ما في الرسالة الاصلية من جمال تعبيري ..
و سامحوني على اي تقصير .. كما اتمنى لو يتم ترجمتها بلغات اخرى .
10 أسباب لحب النبي محمد
أنه من الصعب حقا لأمراه مسلمة مثلي تحديد "10 أسباب لحبي للنبي". عندما طلبت مني هيئة reading Islam ان أكتب مقالا الخص فيه الأسباب العشرة لمحبتي للنبي محمد ، فقد شعرت حقا بانني تائهه.
ظللت أفكر وأتساءل ، أي من العشرة ملايين سبب علي ان اذكر؟ فانا تائهة في شخصه العظيم النبوي و الإنساني. ومن المستحيل حقا تضييق حبي لرجل عظيم في أسباب عشرة وهو رجل قد استوعب قلبي و عقلي حبه منذ أيام طفولتي ، مثلما استوعبت بشرتي أشعة شمس مصر.
كباقي المسلمين فان حبه قد اخترق حياتي مثلما استنشق الهواء في أنفاسي. وأصبح حبه جزءا لا يتجزأ من وجداني إلى حد انني لا استطيع وضع يدي عليه بوضوح. انه موجود هناك بكل بساطة ، وهو دائما هناك ، في أعمق أعماق روحي.
ولكن ، لماذا أحبه كثيرا ، وعلى هذا النحو؟ هذا السؤال يجب ان يطرح على القارئ الآن. هل لأنه "يجب"على كل مسلم ان يحبه ، ام هل لأن والدي قالا لي عندما كنت صغيرة أن أحبه؟ ولكن ، والدي لم يقولا لي أبدا أن أحبه. لم يقولاها أبدا. لا يمكن أن تقول لأحد أن يحب أي شخص او شيئ آخر.
وأيضا ، على أساس شخصي ،فأنا دائما لا تعجبني الطريقة التي يحب بها كثير من المسلمين النبي محمد. بعض المسلمين – و ليس كلهم - شديدي العاطفة نحوه الا انهم لا يعرفونه جيدا و لا يتبعون منهجه.
أرسل النبي محمد إلى جميع البشر باعتباره مثالا ونموذجا باهرا. كان أكثر الناس صبرا ، و كرما، و إخلاصا وأحسنهم أخلاقا في تاريخ البشرية. لا يقتدي جميع المسلمين به ولكنهم فقط يقولون:
: "نحن نحبه كثيرا". ان الحب يجب أن يتجلى في الأعمال ، وليس في تمتمة بعض الكلمات .
حسن ،حتى أنجز مهمتي فقد قررت أن أذكر بشكل مبسط عشر نقاط تتعلق بالنبي محمد ( صلى الله عليه و سلم). ومن المؤكد أنها ليست السبب الوحيد لحبي لهذا الرجل العظيم ، لكنها مجرد أسباب عشرة دائما ما تستوقفني بهيبة وتبجيل.
العشر النقاط هي كالتالي:
1 ذاتة البشرية
لم يكن بعيدا عن الإنسانية فقد ابتسم ،و أحب ، وبكى ، وشعر بالألم ، كان يمشي و يتنقل و يأكل و يغتسل. كان رسولا من البشر و ليس ملاكا ، لذلك فإنه من الممكن حقا أن نقتدي به.
عندما أخطئ أو أتكاسل في بعض الأحيان عن عمل الخير فإن نموذجه الحقيقي يعيدني إلى طريق الصواب . و أقول لنفسي : " كان إنسان ، حتى يجعل الأمر سهلا بالنسبة لنا ، و قد كان صعب عليه أيضا و لكنه استطاع القيام به ، إذا سأحاول مرة أخرى و سأنجح كما كان يفعل"
2 أبويته
.لطالما أدهشتني مشاعره الأبويه تجاه ابنته السيدة فاطمه في مجتمع يرفض و يحتقر النساء وولادة الإناث ، إلى درجة دفنهن أحياء ، لقد كان ،صلى الله عليه و سلم يعتز ببناته ، وبشكل خاص السيدة فاطمة.
كانت الأقرب الى قلبه. كلما دخلت عليه أحد اجتماعاته ، لم يكن ليطلب منها المغادرة ، لأنه مشغول. ولكنه ، كان يقف في "احترام و حنان" و يتقدم نحوها ليرحب بها ، حتى لا تشعر بالحرج. ثم يقبلها على جبينها و يجلسها الى جانبه.
3 حبه ووفاءه للسيدة خديجة
لقد كان استمرار حبه للسيدة خديجة بعد وفاتها دائما تعبيرا عن التفاني في نظري.لقد عاشا خلال حياتها ، في مجتمع يسمح للرجل الواحد بالزواج بعدد لا حصر له من النساء . و على الرغم من أنها كانت تكبره بكثير ، 25 عاما ،إلا انه لم يذهب للزواج من أي امرأة أخرى.
لقد أحب زوجته واحترمها جدا. و قد كان يشتاق لايامها كثيرا بعد وفاتها ، و قد عبرعن هذا الشوق برعايته لمعارفها. كان يجلس مع من كانوا مقربين منها لساعات طويلة ليتحدث معهم عن أيامها الخوالي.
4. صبره عند وفاة أطفاله
كان موت أطفاله صلى الله عليه و سلم يؤلم قلبي دائما. يمكننا أن نتحدث و نتفلسف كثيرا عن صبر الأنبياء و لكن هل نشعر بذلك حقا؟ وإنني أتساءل كيف ان هذا الرجل الحنون قد تحمل وفاة جميع أبنائه ، كلهم باستثناء واحد في حياته. كيف يمكن ان يشعر أي اب عندما يبلغ الستين وهو يجد نفسه يدفن طفل تلو الآخر؟
ان صبر النبي محمد لا يتناقض مع حزنه و المه. لقد جرب الشعور بالالم و الحزن العميق عندما توفي طفله الصغير إبراهيم لقد حمله بين ذراعيه و هو على فراش الموت و بكى بحزن عميق . و لكنه لم ينطق الا بكلمات عبرت عن صبره الذي اختلط بحزن عميق .
لقد انعكس ذلك في كلماته عندما نطق كلماته المشهورة: "إن القلب ليحزن و ان العين لتدمع وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون و لا نقول الا ما يرضي الله". ياله من مؤثر!
5. كان جدّا حنونا
لقد كان هذا يأسر قلبي! فكلما كنت أفكر كيف انه كان رجلا مهما و منشغلا ،و بالرغم من ذلك يجد الوقت ليسبغ عاطفته على احفاده، لطالما اذهلني تصرفه عندما وقف على المنبر ليخطب في الناس ثم قطع كلامه بكل بساطه و نزل من على المنبر ليلتقط حفيده امام جموع المسلمين. وحقيقة أنه ظل يحمل حفيده طوال كلمته هي الأخرى لمذهلة حقا. اعني انه كان قائدا للأمة سياسيا و اجتماعيا و روحيا! ما ذا كان سيفعل أي احد من اجدادنا اذا اندفعنا هكذا الى احد من اجتماعاتهم المهمه؟ انني اتسائل فقط!!!
6. تقديره الخالص لمشاعر الآخرين
لطالما استوقفتني الطريقة التي شارك فيها الآخرين بصدق مشاعرهم . وعلى وجه الخصوص ، الطريقة التى شارك فيها طفل شعوره . لقد كان لهذا الطفل طير اليف.و كلما مر النبي من هذا الطفل كان يسأله عن طيره .و في احد الايام ، مر النبي من امام الطفل ووجده يبكي على موت طيره فما كان من النبي الا ان توقف عن اكمال رحلتة التي ربما كانت لاحدى مهماته ، ليجلس مع الطفل و يواسيه و قد قيل انه جلس معه لوقت طويل حتى يخفف عنه. حتى ولو لم يكن النبي محمد هو من قام بذلك،لكنت ايضا وقعت في حبه بسبب هذا العمل ، ما اروع قلبه ، لقد اهمل احدى مهامه او اجتماعاته ليجلس مع طفل فقد حيوانه الأليف، لم يفقد هذا الطفل امه في الواقع و لكنه فقد طيره فقط ولكن النبي محمد لم يعتبرهذه خسارة قليلة ، لقد فهم ماذا كانت تعني هذه الخساره لهذا الطفل و قد احس بالألم لأجله .
7. ابتسامته& روح الدعابة
على أساس شخصي ، أنا حقا أحب ذلك. ربما لانني شخصيا أحب الابتسامة ، و احب إزالة آثار الدموع والألم بالكثير من الابتسامات وإشاعة روح البهجة والسعادة في الاجواء. انها خصلة بداخلي تتوافق مع شخصه الكريم صلى الله عليه و سلم .
كل البشر يلقون الما و عذابا ،مثله تماما. بعض الناس يواجهون مشاكلهم في هذه الدنيا بالبكاء و الدموع، و البعض الآخر يواجهها بالتعبير عن احتجاجهم و عدم قبولهم لمصيرهم. وهناك طرف ثالث يقومون فقط بالعبوس في وجه العالم ، و يهملون مشاعرهم ، ولكن النبي لم يفعل .. لقد عانى أشد العذاب.كان يتيما ، وفقيرا، فقد زوجته الحبيبه خديجه و تحمل مسئولية نشر رسالة سماوية و مسئولية ادارة أمة جديده . ناهيك عن معاناته الشخصية كبشر.
ومع ذلك ، فإنه لم يعرف العبوس في وجه العالم. لم يعترض على ما قدره الله له ، لقد احتفظ بابتسامته وعطاءه ورعايته للآخرين بالرغم من كل ما مر به انني ادعو الله ان استطيع الأقتداء به. لست متأكدة من أنني سأستطيع، ولكن على الأقل ينبغي ان استمر في المحاولة.
8. دوره النموذجي كعبد لله و عابد له
.كان النبي محمد في عبادته لله و طاعته له نموذجا و جانبا من جوانب شخصيته يستطيع أي إنسان يريد أن يعبد الله الاقتداء به. فقد كان رجل صام معظم أيامه ، و قام معظم لياليه وأنفق كل ما لديه من اجل محبوبه و خالقه.
ومع ذلك ، عندما أراد بعض أصحابه صيام كل الأيام وان لا يأكلون خلال النهار ، و أن يقوموا الليل و لا ينامون أبدا ، أو الامتناع عن الزواج ، والعلاقات الشرعية مع النساء ، اعترض على ذلك.
وقد أوضح لأصحابه أنه صام بعض الأيام وأفطر بعضها ، وانه صلى لوقت طويل من الليل و نام الليل أيضا ، وأنه ببساطة -- شأنه في ذلك شأن أي رجل -- تزوج وتمتع بحياته الزوجية.
وأعتقد أن هذا نموذج يمكن إتباعه بشكل سهل و عملي ، إذا أردنا إن نكون صالحين. إن الأمثلة التي تهدف إلى إنكار الذات و اللابشريه من بعض القديسين المتطرفين ليست في الواقع مناسبة عمليا لكافة البشر. ولكن أي شخص ، رجلا كان أو امرأة يمكن أن يحذو حذو النبي محمد ( صلى الله عليه و سلم) ؛ و أن يكون عابدا روحيا و إنسانا جيدا في وقت واحد.
9. رحمته و رفقه بالحيوانات
مرة أخرى ، صفه مميزة جدا في شخصيته(صلى الله عليه و سلم) تمس قلبي دائما ، وهي حنانه و رحمته تجاه الحيوانات. فقد كان يعاملهم كمجتمعات لها روابط اجتماعيه تماما كما يتم التعامل مع المجتمعات اللإنسانية.
ذات مرة ، عندما كان مسافرا ، اصطاد بعض رفاقه طيرين صغيرين. ثم طارت الأم فوق رؤوسهم تنوح على طفليها. سأل النبي محمد على الفور من الذين أوجع هذه الأم و اخذ أولادها؟ ثم أمر بإرجاع الطيرين إلى أمهم على الفور.
انطلاقا من التفكير الجاد والعميق بالحيوانات كمخلوقات ذات مشاعر وليس فيزياء فقط، فقد منع النبي الكريم ذبح حيوان امام الاخر. و قد أمر بان يتم ذلك سريعا باستخدام سكين حاد بعيدا عن بقية الحيوانات حتى لا تشعر الحيوانات التي لا زالت على قيد الحياة بالخوف أو الرعب .
و قد أمر أيضا ان لا يكون ذبح او قتل الحيوانات إلا لأجل الغذاء. و قد منع تماما تعلم الصيد أو الرماية عن طريق اتخاذ الحيوانات البريئة كفرائس.
كمحبة وصديقة شهدت التقرب من الحيوانات فإنني افهم تماما ما يعنيه هذا الموقف لها. انا أحب الحيوانات واحب الذين يعاملونها جيدا ، فكيف بالنبي الذي كان بهذا الرفق تجاه الحيوانات؟ كان نبيا اهتم بمشاعر الحيوانات و حالاتها النفسيه ولم ينظر إليها ابدا ككائنات لا تحس او مخلوقات عديمة المشاعر .
10. حبه للسيدة عائشة
وأخيرا وليس آخرا ، فإن حبه الرومانسي للسيدة عائشة قد أدهشني دائما. بصراحة ، أجد أن هذه العلاقة رومانسية أكثر بكثير من أي من قصص الحب الشهيرة التي كانت على مر التاريخ والأدب والحب. اعني أنها حقيقية! الكثير من الروايات الشهيرة عبارة عن قصص ،و حكايات ، وقصص فقط.
ولكن حب النبي محمد والسيدة عائشة كان حبا حقيقيا عاشوه و مارسوه على ارض الواقع في حياتهم اليومية . . لقد أحبها كثيرا و أحبته بدورها أيضا.
لقد شعرت – مثلها مثل أي امرأة عادية تحب زوجها -- بالغيرة عليه ، وصرحت بذلك بوضوح. وهو أيضا شعر بالغيرة -- كأي رجل عادي محب لزوجته -- وعبر عن ذلك بوضوح. كان حبهما بشريا و ليس ملائكيا.
دائما ما أتذكر عادته ( صلى الله عليه و سلم ) في الشرب بعد السيدة عائشة و أتوقف متأملة و ابتسم لعادته هذه . كان يبحث عن الجزء الذي تلمس شفتيها به الإناء الذي تشرب منه. و عندما كان يشرب كان يلمس ذلك الجزء من الإناء بشفتيه ليستمتع بدفئها.
ولكن على الرغم من حبه العميق لها ، وعاطفته الصادقة تجاهها ، فانه لم يسمح لهذا الحب أن يلهيه عن واجباته ، أو إهمال دوره كنبي و عابد لله. كان يترك دفء جانبها في منتصف الليل و يستأذنها ليذهب للصلاة كان يقول لها برفق " دعيني أصلي لربي ساعة" . . وقد كانت تسمح له بمودة وعن طيب خاطر.
كانا يعيشان الحب في لحظات حياتهم اليومية ، ويمارسانه في كل عمل. قصة حبهما لم تتوقف في لحظات حياتهما ، ولكنها استمرت حتى رحلا.
ومرة أخرى فإن لحظة وفاة الرسول ، أدهشتني دائما و مست قلبي بعمق. و ذلك عندما اختار أن يغادر العالم من منزلها. اختار الذهاب إلى هناك عندما شعر باقتراب الموت .
و في لحظات موته ( صلى الله عليه و سلم ) ، اختار أن يتكئ رأسه بين ذراعيها ، وان يرحل من هناك. كانت ذراعيها و هما تحضناه آخر ما شهده في هذا العالم .
بعدما قلته في حب ذلك الرجل العظيم الذي يستحق أكثر من ذلك بكثير فإنني لم اكتفي بعد. ولكن ، علي ان اختصر كلامي.
طلب مني أن أكتب عشرة ، وقد كتبت عشرة. ولكن ما كتبته قليل جدا مقارنة بما اعلمه عن رجل علي كتابة مئات الأسباب لحبه، و لكن التاريخ قد سجل مئات و آلاف الكتب عن هذا الرجل العظيم و سيستمر في الكتابة عنه . .
فهو رجل ليس في حاجة لي أن أكتب عنه. انه إنا من يحتاج الكتابة عن الرجل الذي هداني للطريق القويم و قد يكون هذا هو السبب الحقيقي لحبي الشديد له .. عليك الصلاة و السلام يا حبيبي يا محمد. .
بقلم : داليا صلاح الدين