بسم الله
موضوع رائع تمت ترجمته من طرف اعضاء لجنة الترجمة
https://hwhk.yoo7.com/montada-f30/topic-t253.htmرسول الله مع الشباب
لقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثله في تعامله مع الناس عامة ، ومع الشباب خاصة قبل البعثه وبعدها ، مما حبب الناس إليه وألفهم عليه ، فكان يثق في شباب الصحابة ، ويستأمنهم على أمور خاصة ، وقد كانوا رضوان الله عليهم على مستوى المسئولية في ذلك .
الثقة بهم وائتمانهم وتوليتهم بعض المسئوليات ومن ذلك : أمره لأسماء بن حارثة تبليغ قومه صيام عاشوراء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مُر قومك فليصوموا هذا اليوم )) . قال : أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال : فليتموا بقية يومهم )) .
ومن ذلك : اختياره صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم الذي كان عمره حينها قريباً من العشرين سنة لتكون موطناً لإجتماعه باصحابه ولقائه بهم ليختفوا عن قريش وكيدها وتآمرها .
ومن ذلك : بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام وهو حينئذ شاب حديث السن وانتدب كثير من كبار المهاجرين والانصار في جيشه ؟ كان من أكبرهم عمر بن الخطاب .
ومن ذلك : إعطاؤه الراية لعلي بن أبي طالب في غزوة خيبر ؟ وإرسال مصعب بن عمير إلى المدينة ومعاذ بن جبل إلى اليمن .
إن الثقة فيهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعطي أعظم الدليل على أن الشباب في مثل هذه السن يمكن أن يرقوا إلى مثل هذا المستوى ، فهل يعقل شباب الأمه ومن يقوم على تربيتهم هذا الأمر ؟!
إحترام حقوقهم وآرائهم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام : (( أتأذن أن أعطي هؤلاء ؟ )) قال الغلام : والله يارسول الله لا أؤثر بنصيبي فيك أحداً . قال : فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده .
فالرسول صلى الله عليه وسلم احتفظ بحق الغلام حيث قدم له الشراب لإنه كان على يمينه فهذه صورة تربوية تجعل الغلام كأنه في مصاف الرجال ... )) . وفي قوله صلى الله عليه وسلم للغلام : (( أتأذن لي أن أسقي الشيخين ؟ )) صورة عظيمة من صور فتح الحوار والمناقشة الأخوية ، ثم إحترامه صلى الله عليه وسلم لرأي الغلام حيث أعطاه الكأس ، وهذا هو العدل الذي ننشده جميعاً .
إتاحة الفرصه للفتى بالتعبير عن ذاته وذلك في عدم الإنكار عليه في بعض الامور التي تستجد في حياته من إهتمامه بمظهره ، أو الحديث عن نفسه وإبراز قدراته وإمكاناته مع الحذر ألا يتجاوز هذا التعبير حده فينقلب إلى ضده .
وقد أتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل من سمره بن جندب ورافع بن خديج رضي الله عنهما الفرصة وهما ابنا خمسة عشرة سنة ، فقط ردهما عن المشاركة ثم أجاز رافعاً لإنه كان رامياً فقال سمرة : يارسول الله ، لقد أجزت رافعاً ورددتني ولو صارعته لصرعتــه ؟ قال : (( فدونكه )) فصارعه فصرعه سمرة فأجازه )) .
إبراز مكانتهم العلمية والثناء عليهم _إن إبراز مكانة الشباب العلمية والثناء عليهم من الأمور التي تشبع عندهم الحاجة إلى التقدير والاحترام بالإضافه إلى مافي ذلك من توجيه غيرهم للإستفادة منهم بما عندهم من العلم .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الثناء على كثير من شباب الصحابة في العلم وإبراز مكانتهم ، ومما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المجال قوله صلى الله عليه وسلم : (( خذوا القرآن من أربعة : من ابن أم عبد – فبدأ به – ومعاذ بن جبل ، وأبي بن كعب ، وسالم مولى أبي حذيفة )) . وبرز النبي صلى الله عليه وسلم مكانة الشاب معاذ بن جبل في العلم بقوله : (( أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل )) .
ويقول صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود : (( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد )) .
وكثيراً ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني على الشباب ، وذلك لما للثناء من تأثير كبير على النفوس ، وخاصة نفوس الشباب ، وغالباً مايربط الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الثناء بتوجيه معين . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل )) فكان عبدالله بن عمر بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليل وقال صلى الله عليه وسلم عن علي بن أبي طالب في غزوة خيبر : (( لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله )) .
وهذا المنهاج هو الذي يجب أن يأخذ به كل معلم راشد ، فيشيد بالمواقف الحسنة لطلابه ، وينوه بكل من له موهبة أو قدرة ، وينمي فيه الطموح بالحق والتفوق بالعدل .
رعايته لمشاعرهم وعواطفهم عن أبي سليمان مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شبيبة متقاربون ، فأقمنا عنده عشرين ليلة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رفيقاً ، فظن أن قد أشتقنا إلى لإهلنا فسألنا عمن تركنا من أهلنا ؟ فأخبرناه فقال : (( أرجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم ، وعلّموهم ، وبروهم ، وصلوا كذا في حين كذا ، وصلوا كذا في حين كذا ، وصلوا كذا في حين كذا ، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن فيكم أحدكم وليؤمكم أكبركم )) .
ففي هذا الحديث يروي لنا مالك بن الحويرث كيف لقوا الرحمة والعطف والمعاملة الطيبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء إقامتهم عنده عشرين ليلة ، وقد حس الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم قد أشتاقوا إلى أهلهم فأمرهم بالرجوع إليهم ، وأوصاهم ونصحهم أن يقيموا عند أهلهم ويعلموهم ويبروهم ويقيموا الصلاة .
ويلقى الرسول صلى الله عليه وسلم جابر بن عبدالله بعد أن قُتل والده في معركة أحد ، وتركه يعول أخوته ، فشعر الرسول صلى الله عليه وسلم بمصاب جابر وبفقد والده فيطيب خاطره ويراعي مشاعره ويقول لجابر : (( لقد كلم الله أباك كفاحاً بلا ترجمان فقال : تمن ياعبدي . فقال : أتمنى أن تردني إلى الدنيا فأُقتل فيك ثانية ، قال : أنه سبق مني القول أنهم إليها لا يرجعون ، قال : أتمنى أن ترضنا عنّأ ، قال : فإني أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً )) . فيتهلل وجه جابر وتنفرج أساريره .